fiogf49gjkf0d
الأصالةوالريادة والمعاصرة.. هي القيم التي تمثلها كلية الإعلام جامعة القاهرة، ذلك الصرحالعلمي الكبير، والقلعة الحصينة التي تخرج فيها مئات الكوارد الإعلامية التي قادتمسيرة الإعلام المصري العربي، كما أسهمت بفاعلية في بعض المؤسسات الإعلاميةالعالمية.
كانالبدء عندما أقترح الدكتور طه حسين، عميد الأدب العربي، في كتابه "مستقبلالثقافة في مصر" منهجة دراسة في كلية الآداب بجامعة فؤاد الأول لدراسةالتحرير والصحافة والترجمة، حتى تأسس معهداً لهذا الغرض على يد الدكتور محمودعزمي، وكان يمنح درجة الدبلوم المعادلة للماجستير في عام 1939، حتى جاءت ثورةيوليو، وتحول المعهد إلى قسم في كلية الآداب يمنح درجات الليسانس والماجستيروالدكتوراه، وتولى رئاسته الدكتور عبداللطيف حمزة.
وفي19 ديسمبر 1969وافق مجلس جامعة القاهرة على تحويل القسم التابع لكلية الآداب إلىمعهد مستقل للإعلام تولى عمادته الدكتور إبراهيم إمام، وضم أقسام الصحافة،والإذاعة والتليفزيون، والعلاقات العامة والإعلان، وبدأت فيه الدراسة فعليا فيمارس 1971 لطلاب الدراسات العليا، وفي أكتوبر من نفس العام لطلاب البكالوريوس.
ولم تتخرج أية دفعة من المعهد؛ لأنهتحول أثناء دراسة دفعته الأولى من الطلاب إلى كلية عام 1974، خرجت أولى دفعاتهاعام 1975، لتكون أول دفعة من خريجي كلية الإعلام في مصر والعالم العربي والشرقالأوسط.
وقدتتابع على عمادة الكلية عدد من رواد الدراسات الإعلامية في مصر، هما الأساتذةالدكاترة سمير حسن، ومختار التهامي، وجيهان رشتي، وفاروق أبو زيد، وعلي عجوة،وماجي الحلواني، وليلي عبد المجيد، وسامي عبد العزيز، وحسن عماد مكاوي، وجيهانيسري، كما تولى الإشراف على العمادة لبعض الفترات أساتذة من خارج الكلية مثلالأساتذة الدكاترة حسن شريف، وعبدالملك عودة، وحسن حمدي، وحلمي نمر.
وهكذاتوالت دفعات الخريجين، وزادات شراكات الكلية مع المجتمع متمثلة في وزارات الإعلام،والثقافة، والصحة والسكان، والخارجية، ونقابة الصحفيين، والمجلس الأعلى للصحافة،والهيئة العامة للاستعلامات، واتحاد الإذاعة والتليفزيون، والمؤسسات الصحفيةالقومية والحزبية والخاصة، وأكاديمية الشرطة، وإدارة الشئون المعنوية بالقوتالمسلحة، وجهاز شئون البيئة، وغيرها.
كماشاركت الكلية في تدريب العديد من الصحفيين والإعلاميين بالتعاون مع المؤسساتالصحفية، وقدمت يد العون للعديد من مؤسسات الدولة كبيت خبرة أمدها بالاستشاراتالعلمية والفنية، وبحوث الرأي العام والجمهور، بالإضافة إلى تنظيم حملات التسويقالاجتماعي.
وفيعام 1995 انتقلت الكلية إلى مقرها الجديد في مبناها الحالي، بعد أن ظلت ضيفة علىكلية الاقتصاد والعلوم السياسية لسنوات، وبدأت مسيرة التطوير والتحديث، وأسست داخلهذا المبني مطبعة، ومعامل للتدريب، واستديوهات متطورة مجهزة بأحدث المعداتوالأجهزة، بهدف تطوير مهارات الطلاب، وتدريبهم علي أحدث المستجدات في سوق العمل.
ويتمثلالتدريب في إصدار جريدة (صوت الجامعة) الأسبوعية، ومجلة (الجامعة) الشهرية، من قسمالصحافة، والتي تطبع في مطبعتها، بما يؤكد حرص الكلية على استقلال قرارها التحريريوتعويد الطلاب على حرية الصحافة والتعبير.
وكذلكراديو (إعلام أون لاين) من قسم الإذاعة والتليفزيون الذي ينطلق من استديوهاتالكلية، في إطار منظومة التدريب بالقسم التي تضم أيضا إنتاج أفلام وثائقية، وبرامجحوارية، ونشرات إخبارية، تذاع على القناة الرسمية للكلية على موقع (يوتيوب)، وذلكبعد معالجتها باستخدام معمل (الفاينال كات) المتطور بالكلية.
أمافي قسم العلاقات العامة، فيتم تدريب الطلاب في إطار وكالة الكلية للعلاقات العامةوالإعلان، وباستخدام معامل الكمبيوتر الخاصة بالقسم، ناهيك عن مهارات تنظيمالأحداث الخاصة، وتنظيم حملات التوعية.. وغيرها.
وتقدمكلية الإعلام عبر أقسامها الثلاثة عددا من البرامج التعليمية، يبدأ ببرنامجالبكالوريوس باللغة العربية، والبكالوريوس في شعبة اللغة الإنجليزية التي بدأت فيالكلية عام 2007، وتتم الدراسة في تلك البرامج عبر نظام الساعات المعتمدة، حيثيلزم الطالب دراسة 44 مقررا دراسيا للتخرج، بما فيها مادة مشروع التخرج، والتييسبقها برنامج تدريبي على مدار الفرقتين الثانية والثالثة بما يعمل على ربط الطالببسوق العمل، وإكسابه المهارات الأساسية للمهنة، هذا بالإضافة إلى برامج الدراساتالعليا، ومنها برنامج الماجستير، الذي يتضمن سنة تمهيدية يتم فيها تأهيل الطالبليكون باحثا علميا جادا، يتسم بالابتكار والأمانة، حيث يدرس المزيد من المعارفالأساسية اللازمة، بما يؤهله لإعداد رسالة الماجستير في أحد تخصصات الإعلام، وفيمجال الدراسات العليا أيضا، يمكن للباحث إكمال دراسته بإعداد رسالة دكتوراه، بمايؤدي إلى المزيد من التخصص في تخصيل المعرفة.
وتضمالكلية أكبر مكتبة إعلامية متخصصة في مصر، تخدم العملية التعليمية في مرحلةالبكالوريوس، وتقدم الخدمات البحثية في مرحلة الدراسات العليا، وتضم مقتنيات متميزة ومتخصصة في مجالات الإعلام ومختلفالعلوم الاجتماعية والإنسانية، وتحرص الكلية على تحديث محتوياتها وإمدادها بالكتبالجديدة سنويا، ويبلغ عدد مقتنياتها أكثر من 17ألف نسخةكتاب باللغة العربية، وأكثر من 6600 نسخة كتاب باللغة الإنجليزية، كما تضم أكثر من3 آلاف رسالة ماجستير ودكتوراه باللغتين العربية والإنجليزية، وعدة دوريات ومجلاتعلمية على رأسها المجلة المصرية لبحوث الإعلام، والمجلة المصرية لبحوث الرأيالعام، والمجلات العلمية لأقسام الكلية الثلاثة، وأعداد مهداة من دوريات أخرى مثلالبحوث الإعلامية بجامعة الأزهر، ومجلة الدراسات الإعلامية، ومجلات كليات الآداببجامعتي الزقازيق والمنيا، ومجلة كلية التربية بجامعة المنصورة، وغيرها. وكذلك عددكبير من أعمال المؤتمرات.
أمافي مجال خدمة المجتمع وتنمية البيئة، فالكلية رائدة في هذا المجال، فإذا كانترسالتها الأساسية تخريج إعلامي عصري يفيد مجتمعه، فلا شك أن الكلية كمؤسسة تضلعبهذه المهمة خير قيام، فأطلقت في السنوات القليلة الماضية فقط عدة مبادرات، منهامبادرة دعم (ماسبيرو)، ومبادرة ترويج السياحة المصرية، كما عقدت عدة ندوات منهاندوة الشائعات والإعلام والرأي العام، وندوة تجديد الخطاب الديني.
وختاما..لا يمكن الحديث عن الحجر دون البشر، فأسرة كلية الإعلام هي أغلى ما فيها، هيئتيالتدريس والمعاونة، والإداريين، والعاملين، والطلاب، أسرة كبيرة تجمعها روابطالمحبة والأبوة والأخوة، وميراث عريق من القيم النبيلة والأخلاق الجامعية، التيتوطدت في كثير من الحالات بعلاقات نسب حقيقية، وهذه الروح، وهذا الميراث، هوالوقود الذي يدفع مسيرة العمل، وهو النسيم الذي يملأ شراع السفينة، ليقودها دائماإلى بر الأمان.