fiogf49gjkf0d
يشهد عصر العولمة الذى نعيشه الآن تداخلاً غير مسبوق بين فروع المعرفة الإنسانية وبين الاتصال كعلم وتكنولوجيا، خاصة في مجالات السياسة والاقتصاد والاجتماع والإدارة والثقافة، فكل ما حولنا متداخل مع تكنولوجيا الاتصال. ومن ناحية أخرى، تتداخل علوم الاتصال وتطبيقاتها المعرفية والتكنولوجية مع بعضها البعض بدرجة كبيرة ومتسارعة جعلت من الصعب في كثير من الأحوال التنبؤ بتأثيراتها الإيجابية والسلبية على بنية المجتمع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمؤسسية والثقافية والأخلاقية، وعلى منظماته وأفراده.
ويزيد من هذه الصعوبة أن كل المجتمعات سوف تتحول إن آجلاً أو عاجلاً إلى مجتمعات معلومات مبنية على المعرفة وتطبيقاتها المختلفة، والتى تلعب فيها تكنولوجيا الاتصال دوراً محوريا. وإذا كان هذا التحول هو في حقيقته أحد أشكال الحتمية التاريخية التى يجب أن تستوعب جيداً، فإن هذا الاستيعاب يجب أن يتم في إطار استيعاب خصوصية المجتمع المصرى التاريخية والاجتماعية والثقافية والأخلاقية.
وتتضح أهمية إستيعاب العلاقة بين هذه الحتمية التكنولوجية وخصوصية المجتمع المصرى في أن كثيراً ما تتجلى سلبياتها أكثرمن إيجابياتها، حيث تتجلى سلبياتها في الفجوة الرقمية، والأمية التكنولوجية، وتأكل الهوية والثقافة الوطنية، وشيوع الثقافة الاستهلاكية، والاغتراب النفسي والاجتماعي، وفقدان الولاء والانتماء .
وفي ضوء ما سبق فإن لهذه الخطة أربعة أهداف إستراتيجية هي:
- تحقيق رسالة الجامعة والكلية بأبعادها العلمية والتعليمية والثقافية، وخدمة المجتمع.
- الإسهام في تطوير البناء المعرفي لعلوم الاتصال، وإعداد كوادر من الباحثين القادرين على استيعاب التراث العلمي المعاصر، واختباره من منظور نقدي، وفي سياق خصوصية المجتمع المصرى ومشكلاته.
- استيعاب وإشباع احتياجات المجتمع المصري المعرفية من بحوث الاتصال وتطبيقاتها.
- إشباع احتياجات مؤسسات المجتمع من المعرفة الخاصة بعلوم الاتصال وتطبيقاتها، وبناء كوادر من الباحثين القادرين على إشباع احتياجات مؤسساتهم من المعرفة.
ويلاحظ أن هدف خطة البحث العلمي لقطاع ا لعلوم الإجتماعية بجامعة القاهرة (2006 - 2011) قد أعطى الأهمية القصوى للبحوث التطبيقية التى تسهم في حل المشكلات الموجودة بقطاعات الإنتاج والخدمات، حيث نصت الخطة في صفحة 39 على أن " أهم ما تهدف إليه خطة الجامعة للبحوث هو ربط العلم بالمجتمع من خلال بحوث تطبيقية بغية المساهمة في حل المشكلات الموجودة بقطاعات الإنتاج و الخدمات، وذلك بهدف المساهمة في تحقيق أفضل الخدمات المجتمعية بأبعادها المختلفة، سواء في شقها التجاري والاقتصادي، أو في شقها الإداري والتنظيمي والتشريعي، أو في شقها السياسي والإعلامي حيث سيساهم ذلك كله في إيجاد بيئة مناسبة للإنتاج والخدمات، ويزيد من فعالية أفراد المجتمع لأدائهم لمهامهم ووصولهم لأهدافهم. وعلى الرغم من أهمية البحوث التطبيقية في علوم الاتصال فإنه يتساوى معها في الأهمية تطوير بناء معرفي وطني في علوم الاتصال يمكن تطبيق مخرجاته في حل المشكلات المجتمعية.
وتؤكد هذه الخطة الالتزام باستراتيجيات الأعمال التالية التى نصت عليها خطة البحوث العلمية للجامعة (2006 ـ 2011 ):
- إستراتيجية تطوير نظام متميز لحوكمة البحث العلمي، وتدعيمه على أسس من الجودة الشاملة بغية تحقيق المستوى العالمى في إنتاج المخرجات البحثية للجامعة ونشرها وترويجها.
- إستراتيجية تحقيق الارتباط الإيجابي بين خطة البحوث ، وبحوث الرسائل العلمية، وبرامج الدراسات العليا، وكذا أبحاث أعضاء هيئة التدريس، وأنشطة مراكز التميز البحثي، والوحدات ذات الطابع الخاص.
- إستراتيجية دعم التعاون مع المؤسسات البحثية العالمية، ومع مؤسسات المجتمع المستفيدة وتفعيلها.
كما تؤكد الخطة الالتزام بمنظومة القيم البحثية التى نصت عليها خطة البحوث العلمية للجامعة، وهى:
- السعي إلى تحقيق التميز العلمي فيما يخص مدخلات العملية البحثية، وآليات عملها ومخرجاتها، وذلك لضمان مستويات مرتفعة من الجدارة بشكل عام، وللتأكيد على تميز الجامعة على وجه الخصوص.
- الانتقال من البحوث العلمية التقليدية إلى بحوث تستند إلى فكر مبتكر وأساليب علمية وتكنولوجية أكثر حداثة وتطوراً.
- تبنى مبدأ تدويل البحث العلمي كوسيلة للانفتاح على ثقافات بحثية مغايرة، والتواؤم مع التخصصات العلمية الحديثة، وعلوم المستقبل.
- مواكبة الأفكار والتوجهات البحثية العالمية التى تتناول مستقبل العلوم والتكنولوجيا، وأخذها في الاعتبار عند صياغة التوجهات والاستراتيجيات البحثية.
- الاهتمام بالجهود البحثية التى تستجيب للمتطلبات المجتمعية.